ما هي طريقة برايل؟
برايل هي طريقة للقراءة والكتابة تعتمد على لمس نقاط بارزة يتعرف عليها الكفيف بمجرد تمرير إصبعه عليها. وتساعد طريقة برايل الأطفال المكفوفين على تعلُم القراءة والكتابة، كما تساعد البالغين الذين فقدوا القدرة على القراءة على مواصلة الاستمتاع بالكتب والمجلات وكافة مصادر المعرفة.
وعلى الرغم من أنها طريقة لمسية، إلا أن المبصرون يستطيعون قراءتها بأعينهم أيضاً. وقد تم ابتكار هذه الطريقة في منتصف القرن التاسع عشر وحصلت على اسمها من اسم مبتكرها الفرنسي لويس برايل.
تتم كتابة الحروف بطريقة برايل عبر ما يسمى (خلايا برايل)، بحيث تشكل كل خلية حرفاً واحداً في الغالب. وباختلاف شكل هذه النقاط داخل الخلية يختلف كل حرف عن الآخر. ويصل أكبر عدد من النقاط في الخلية الواحدة إلى ست نقاط، وأقل عدد إلى نقطة واحدة.
إن كل خلية هي عبارة عن مستطيل صغير يحتوي على عمودين بهما ست أماكن للنقاط، ولكل نقطة من النقاط الست رقم حسب مكان تواجدها في الخلية، فالعمود الأيسر به نقاط 1 و2 و3 بالترتيب من الأعلى، والعمود الأيمن يحتوي على النقاط 4 و5 و6 بالترتيب من الأعلى.
وعلى سبيل المثال، تتم كتابة حرف الألف “ا” بإظهار النقطة الأولى -الموجودة أعلى يسار الخلية – وحدها مع إخفاء بقية النقاط (⠁).
وأما حرف الباء “ب” فيتكون من النقطتين الأولى والثانية دون بروز بقية النقاط (⠃). وإذا كانت الخلية فارغة فهذا يعني وجود مسافة فارغة بين الكلمات.
وهكذا يمكن الحصول على 64 صيغة مختلفة باستخدام نقطة أو أكثر داخل الخلية الواحدة، وهو ما يكفي لاستيعاب كل حروف الهجاء والكثير من علامات الترقيم والرموز الأخرى.
يحتاج الكفيف إلى إصبع واحد لقراءة برايل، وعادة ما يكون أصبع السبابة فهو أكثر أصابع الإنسان حساسية، كما يعتمد بعض المكفوفين على كلتا اليدين لتسريع القراءة. ومن الجدير بالذكر أن قارئ برايل يكون في العادة أبطأ قليلا من قارئ الخط العادي، حيث تذكر بعض الإحصائيات أن بإمكان قارئ برايل متوسط المستوى القراءة بمعدل 125 كلمة للدقيقة، بينما قد يقرأ القارئ المحترف أكثر من 200 كلمة في الدقيقة.
وطريقة برايل ليسة لغة كما يطلق عليها البعض “لغة برايل”، ولكنها رموز تمكن الكفيف من القراءة والكتابة بمختلف اللغات كالعربية والإنجليزية والفرنسية. ومن الجدير بالذكر أن برايل باللغة العربية يقرأ من اليسار إلى اليمين وليس من اليمين إلى اليسار كحال الكتابة العادية، وذلك تماشيا مع نسق قراءة برايل بجميع لغات العالم.
كيفية كتابة برايل:
هناك طريقتان رئيسيتان للكتابة اليدوية بطريقة برايل، إما عن طريق المسطرة والقلم أو عن طريق الآلة الكاتبة بيركنز.
الكتابة بالمسطرة والقلم
يكتب الكفيف باستخدام قلم برايل: وهو قلم خشبي بأسفله سن معدني مدبب، ومسطرة برايل: وهي لوحة بها فراغات بحجم خلايا برايل للكتابة بداخلها.
يقوم الكفيف بتثبيت الورقة على المسطرة ثم يمسك بالقلم ويبدأ بالضغط عليه لأسفل في الأماكن التي يريد وضع النقاط فيها، وبمجرد أن ينتهي من كتابة خلية ينتقل إلى الخلية المجاورة لكتابة نقاط الحرف الذي يريد، فإذا انتهى السطر يبدأ بالكتابة بالسطر التالي على نفس المنوال. سيقوم القلم بإحداث ثقوب في الورقة بحيث تشكل هذه الثقوب نقاط برايل في الجانب الآخر من الورقة.
تتم الكتابة في هذه الطريقة من اليمين إلى اليسار، فمثلا إذا أراد الكاتب كتابة حرف الألف، سيقوم بالضغط على القلم في أقصى يمين الخلية من أعلى ثم يترك بقية الخلية دون الضغط على أي مكان آخر فيها وينتقل للخلية التالية وهكذا.
تظهر الأحرف المكتوبة على الجانب الآخر من الورقة، فلا يستطيع الكاتب قراءة ما يكتبه أثناء الكتابة، بل يتعين عليه نزع الورقة من المسطرة أولا ثم قلبها إلى الجانب الآخر ليستطيع القراءة.
هذه الطريقة قديمة جدا، إلا أنها رخيصة التكلفة وقد تفيد في كتابة بعض الملاحظات السريعة مثل الكتابة على مجلدات الأوراق والمستندات.
الكتابة باستخدام آلة برايل الكاتبة بيركنز
يقوم الكفيف باستخدام آلة كاتبة ميكانيكية تحتوي على ستة أزرار لإدخال الست نقاط وزر لترك مسافة وزر للرجوع مسافة للخلف وزر للتمرير إلى السطر التالي.
أزرار كتابة النقاط من اليسار إلى اليمين هي 3 و2 و1 في جهة اليسار وتكتب هذه النقاط باليد اليسرى، ثم في الوسط زر المسافة الفارغة والذي عادة ما يكون أكبر حجما من أزرار النقاط، ثم النقاط 4 و5 و6 على الجهة اليمنى مرتبة من اليسار وتكتب هذه النقاط باليد اليمنى.
يلاحظ أنه في كثير من الأحيان يتطلب الأمر الضغط على أكثر من زر في نفس الوقت وذلك لكتابة النقاط المراد إدخالها في الخلية الواحدة، فمثلا لكتابة حرف الباء يجب على الكفيف الضغط على زر النقطة الأولى مع زر النقطة الثانية في نفس الوقت لكتابة النقطتين 1 و2 التين تشكلان حرف الباء. تعد هذه الطريقة هي الأسهل والأكثر انتشاراً، وقد تم اعتمادها كنمط إدخال للكتابة في مفكرات برايل الإلكترونية.
طابعات برايل
هي طابعات يتم توصيلها بأجهزة الكمبيوتر تقوم بطباعة النص العادي الموجود على الكمبيوتر إلى برايل. وهي أسرع طريقة للحصول على نص برايل ورقي، ولكنها مرتفعة التكلفة بعض الشيء. وتختلف الطابعات على حسب حجمها وسرعتها وإمكانياتها. فهناك طابعات صغيرة مخصصة للاستخدام الشخصي أو المكتبي البسيط، كما أن هناك طابعات ضخمة فائقة السرعة تستخدمها المؤسسات الكبرى في طباعة الكتب والمناهج المدرسية وغير ذلك.
تحتاج طابعة برايل إلى برنامج على الكمبيوتر يقوم بترجمة النصوص والتنسيقات العادية من الخط العادي إلى طريقة برايل، ومن ثم يرسله إلى الطابعة لتقوم بتحويله على الأوراق. وعادةً أيضاً ما يتم تدقيق الملفات قبل طباعتها من قِبَل خبير مختص في طريقة برايل، وذلك لضمان أن يكون البرايل الذي يتم إنتاجه عالي الجودة ودقيق وخالي من الأخطاء ومناسب للقراء.
ملاحظة: لا بد أن يكون الورق المستخدم لكتابة برايل من النوع السميك، وعادة ما يكون ورق من نوع بريستول، وهو أكثر تكلفة من الورق المستخدم في الكتابة العادية، بحيث يتحمل الضغط ويسمح ببروز النقاط عليه، ويشبه كثيراً الأوراق المُقوّاة التي تُستخدم في طباعة الشهادات
السطر الإلكتروني
لم يعد برايل يقرأ على الورق فقط، فقد تم اختراع أجهزة إلكترونية تقوم بعرض المحتوى الموجود على شاشة الكمبيوتر أو الهاتف الذكي على سطر إلكتروني يتجدد محتواه بتغير الكلام المعروض. عند قراءة مستند على الكمبيوتر مثلا، يقوم الكفيف بتمرير أصبعه على السطر وقراءة محتواه، فإذا فرغ من قراءته يقوم بالضغط على زر معين لعرض السطر التالي وهكذا حتى يفرغ من قراءة المستند.
بعض هذه الأجهزة تحتوي على برامج مدمجة بها كبرنامج تحرير النصوص والملاحظات، وتحتوي على لوحة مفاتيح بنمط بيركنز يقوم الكفيف من خلالها بإدخال النص إلى الكمبيوتر أو تدوين ملاحظاته عبر الجهاز نفسه، وتعرف هذه الأجهزة باسم مفكرات برايل الإلكترونية.
كانت طريقة برايل ولا تزال أهم وسيلة لمحو أمية الإنسان الكفيف. ولا شك أن كفيف اليوم أسعد حظاً من الكفيف في الماضي، بفضل وجود برايل، وبفضل التكنولوجيا الحديثة التي فتحت له آفاقاً لا حدود لها من المعرفة والاطلاع والتعلم.